سورة الاخلاص
ذكر سبب النزول
فضل سورة الاخلاص والحث على قرائتها
- قال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعيد محمد بن ميسر الصاغاني، حدثنا أبو جعفر الرازي، حدثنا الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا للنبي ﷺ: “يا محمد، انسب لنا ربك”، فأنزل الله تعالى:
“قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد”. - عن جابر رضي الله عنه: أن أعرابياً جاء إلى النبي ﷺ فقال: “انسب لنا ربك”، فأنزل الله عز وجل:
“قل هو الله أحد” إلى آخرها. - عن ابن مسعود قال: “قالت قريش لرسول الله ﷺ: انسب لنا ربك، فنزلت هذه السورة: قل هو الله أحد“.
- وروي أن بعض المشركين جاؤوا إلى النبي ﷺ فقالوا: “يا محمد، صف لنا ربك، أمن ذهب هو؟ أمن فضة؟ أم من زبرجد؟ أم من ياقوت؟”، فنزلت: “قل هو الله أحد، الله الصمد”.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “لكل شيء نسبة، ونسبة الله قل هو الله أحد، الله الصمد”.
تعدل ثلث القرآن
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ “قل هو الله أحد” يرددها، فلما أصبح جاء إلى النبي ﷺ فذكر ذلك له، وكأن الرجل تقالّها، فقال النبي ﷺ: “والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن”.
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ لأصحابه: “أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟” فشق ذلك عليهم، وقالوا: “أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟”، فقال: “الله الواحد الصمد ثلث القرآن”.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن”، فحشد من حشد، ثم خرج رسول الله ﷺ فقرأ: “قل هو الله أحد” ثم دخل، فقال بعضهم لبعض: “قال رسول الله ﷺ: فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن“، فإني لأرى هذا خبراً جاء من السماء”، ثم خرج النبي ﷺ فقال: “إني قلت سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ألا وإنها تعدل ثلث القرآن”.
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن”.
- عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن؟” قالوا: “نعم يا رسول الله، نحن أضعف من ذلك وأعجز”، قال: “فإن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فقل هو الله أحد ثلث القرآن”.
- عن أبي أيوب قال: قال رسول الله ﷺ: “أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ من قرأ الله الواحد الصمد فقد قرأ ثلث القرآن”.
حب الله لمحبها
- عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي ﷺ بعث رجلاً على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ “قل هو الله أحد”. فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي ﷺ، فقال: “سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟” فسألوه، فقال: “لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها”، فقال النبي ﷺ: “أخبروه أن الله تعالى يحبه”.
حبها يدخل الجنة
- عن أنس رضي الله عنه: أن رجلاً من الأنصار كان يؤمهم في مسجد قباء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة، مما يقرأ به، افتتح بـ “قل هو الله أحد” حتى يفرغ منها، ثم كان يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة. فكلمه أصحابه فقالوا: “إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى تجزيك حتى تقرأ بالأخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى”. فقال: “ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم”. وكانوا يرون أنه أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره. فلما أتوا النبي ﷺ أخبروه الخبر، فقال: “يا فلان، ما يمنعك أن تفعل ما يأمر به أصحابك؟ وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟” قال: “إني أحبها”، قال: “حبك إياها أدخلك الجنة”.
قراءتها توجب الجنة
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أقبلت مع النبي ﷺ فسمع رجلاً يقرأ “قل هو الله أحد”، فقال رسول الله ﷺ: “وجبت”، قلت: “وما وجبت؟”، قال: “الجنة”.
قراءتها بعد الصلاة المكتوبة
- عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: “ثلاث من جاء بهن مع الإيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء: من عفا عن قاتله، وأدى ديناً خفياً، وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات قل هو الله أحد”. فقال أبو بكر: “أو إحداهن يا رسول الله؟”، قال: “أو إحداهن”.
فضل قراءتها عشر مرات
- عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن رسول الله ﷺ قال: “من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصراً في الجنة”. فقال عمر: “إذن نستكثر يا رسول الله”، فقال رسول الله ﷺ: “الله أكثر وأطيب”.
فيها اسم الله الأعظم
- عن عبد الله بن بريدة عن أبيه: أنه دخل مع رسول الله ﷺ المسجد، فإذا رجل يصلي يدعو، يقول: “اللهم إني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد”. فقال النبي ﷺ: “والذي نفسي بيده، لقد سأله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب”.
الخاتمة
المراجع
- صحيح البخاري
- صحيح مسلم
- سنن النسائي
- سنن الترمذي
- سنن ابن ماجة
- تفسير ابن كثير
- تفسير القرطبي
- صفوة التفاسير